موقع زدنى علما zdny3lma - عالم بلا حدود من العلم و التعلم و المعرفة - INCREASE ME IN KNOWLEDGE - BE BENEFIT - BE USEFUL - علم واتعلم - BE UPDATED - BE BLESSED WHEREVER YOU ARE
صيغة التكبير في العيدين
[ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ] صيغ متعددة وفى الأمر سعه
الحمد لله.
أما التكبير بصيغة : " الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد " فثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف ، سواء بتثليث التكبير الأول أو تثنيته . انظر : "المصنف" لابن أبي شيبة (2/165-168) – "إرواء الغليل" (3/125) .
قال أبو إسحاق الشيرازي في "المهذب" (1/121) :
" لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك علي الصفا " انتهى .
والأمر في هذا واسع ، لأن الأمر ورد بمطلق التكبير ، ولم يخص الرسول صلى الله عليه وسلم صيغة دون أخرى ، قال الله تعالى : (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) البقرة/185 ، فتحصل السنة بأي صيغة كان .
قال الصنعاني رحمه الله : " وفي الشرح صفات كثيرة واستحسانات عن عدة من الأئمة ، وهو يدل على التوسعة في الأمر وإطلاق الآية يقتضي ذلك " انتهى . "سبل السلام" (2 /72) .
وقال ابن حبيب : " وأحب إليّ من التكبير : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد على ما هدانا ، اللهم اجعلنا لك من الشاكرين . وكان أصبغ يزيد : الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . قال : وما زدتَ ، أو نقصتَ ، أو قلتَ غيره فلا حرج " انتهى . "عقد الجواهر الثمينة" (3/242)
وقال سحنون : " قلت لابن القاسم : فهل ذكر لكم مالك التكبير كيف هو ؟ قال : لا ، قال : وما كان مالك يحدّ في هذه الأشياء حداً " انتهى .
"المدونة" (1/245)
وقال الإمام أحمد : " هو واسع " . وقال ابن العربي : "واختار علماؤنا التكبير المطلق ، وهو ظاهر القرآن وإليه أميل " .
"الجامع لأحكام القرآن" (2 /307)
ومن صيغ التكبير في العيدين الثابتة عن السلف :
- " الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ، الله أكبر وأجل ، الله أكبر على ما هدانا " . رواه البيهقي (3/ 315) عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (3/126) .
- وقال ابن حجر : " وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه : ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال : " كبروا الله : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيراً " فتح الباري (2/462) .
والالتزام بما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك أولى .
وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .
وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا : نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام .
وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ) قال وكيع يعني التكبير . انظر إرواء الغليل 3/122
وروى الدارقطني وغيره أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يخرج الإمام .
وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال : كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا . انظر إرواء الغليل 2/121
ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام كان أمراً مشهوراً جداً عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين كابن أبي شيبة و عبدالرزاق والفريابي في كتاب ( أحكام العيدين ) عن جماعة من السلف ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس فيقول : ( ألا تكبرون ) .
وكان ابن شهاب الزهري رحمه الله يقول : ( كان الناس يكبرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل الإمام ) .
ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .
وأما في الأضحى فالتكبير يبدأ من أول يوم من ذي الحجة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق .
- صفة التكبير..
ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : أنه كان يكبر أيام التشريق : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . ورواه ابن أبي شيبة مرة أخرى بالسند نفسه بتثليث التكبير .
وروى المحاملي بسند صحيح أيضاً عن ابن مسعود : الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجلّ ، الله أكبر ولله الحمد . أنظر الإرواء 3/126
تعددت ألفاظ التكبير المنقولة عن الصحابة والسلف الصالح ، وقد سبق ذكر بعضها في جواب السؤال (158543) .
وقد زاد بعض أهل العلم زيادات عديدة على تكبيرات العيد ، تضمنت الحمد والتسبيح والثناء على الله .
وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخص صيغة دون أخرى فالأمر في هذا واسع ما دام الذكر صحيحا ؛ لعموم قوله تعالى (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة/185 ، وعموم قوله تعالى عن عشر ذي الحجة وأيام التشريق ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) الحج/28.
قال الصنعاني : "وَفِي الشَّرْحِ صِفَاتٌ كَثِيرَةٌ ، وَاسْتِحْسَانَاتٌ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى التَّوْسِعَةِ فِي الْأَمْرِ، وَإِطْلَاقُ الْآيَةِ يَقْتَضِي ذَلِكَ" انتهى من "سبل السلام" (1/438) .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله ، في بيان صيغة التكبير :
وَمَا زَادَ مَعَ هَذَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ : أَحْبَبْتُهُ" انتهى من "الأم" (1/276) .
وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد تكبيرات العيد ، فصريح كلام المتقدمين من أهل العلم : عدم استحبابها ؛ لكن بعض المتأخرين قال باحتمال استحبابها لجريانها على ألسنة الناس ؛ استئناسا بقوله تعالى (ورفعنا لك ذكرك) .
جاء في حاشية الجمل (2/104) :
" صريح كلامهم أنه لا تندب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبير ؛ لكن العادة جارية بين الناس بإتيانهم بها بعد تمام التكبير ، ولو قيل باستحبابها ، عملا بظاهر ( ورفعنا لك ذكرك ) ، وعملا بقولهم : إن معناه : لا أذكر إلا وتذكر معي ؛ لم يكن بعيدا . انتهى
وفي البرماوي ما نصه : ويندب الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وأزواجه وذريته بعد التكبير .
وأَوْلاها : ما عليه عمل الناس ، وهو : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا كثيرا" انتهى.
وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
"... فيسن للمسلمين إظهار التكبير والجهر به، فهو من شعائر ذلك اليوم، وصفته: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد" .
وإن شاء قال: "الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرةً وأصيلا، وتعالى الله جبارا قديرا ، وصلى الله على محمد النبي وسلم تسليما كبيرا" ، أو نحو ذلك" . انتهى من موقع الشيخ :
أن الأمر في ألفاظ التكبير والذكر ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أيضا ، أيام العيدين : واسع ، إن شاء الله ؛ لعموم الأدلة كما سبق ، ولم يخص الرسول صلى الله عليه وسلم صيغة دون أخرى .